المروءة شيمة الصحراء للصف الثامن
المروءة شيمة الصحراء
كان فارسٌ من العرب يجتاز على جواده باديةً اشتد فيها القيظ , وتحولت رمالها الى مثل الجمر . فلقي في طريقه رجلًا يمشي على قدميه , ينتعل تلك الرمال المحرقة . وبعد ان قطع مسافةً , ترجَّل الفارسُ , ودعا الرجل الماشي الى ركوب الجواد , ليستريح جسمه من التعب الذي ألمَّ به . وكان الماشي لصًا من لصوص الخيل , فما تمكن من ظهر الجواد , حتى عدا لا يلوي على شيءٍ . فناداه صاحب الجواد وقال له : ( لقد وهبت لك الجواد , فلن أسأل عنه بعد اليوم , ولكني أطلب منك أن تكتم هذا الأمر عن الناس , لئلاّ ينتشر بين قبائل العرب , فلا يغيث القوي الضعيف , ولا يرقَّ الراكب للماشي , فتزول المروءة من هذه الصحراء , ويزول بزوالها أجمل ما فيها ) .
فلما سمع اللص هذا القول استحيا , وأعاد الجواد الى صاحبه , ولم يرضَ أن يكون أول داعٍ الى القضاء على المروءة بين العرب .
من كتاب ( القراءة الطريفة )
لحلمي اللحام
رابط الاسئلة :